الأحد، 3 يناير 2010

تفنيات التعليم



تقنيات التعليم 






إن التدريس عملية تفاعل متبادل يحدث بين المتعلمين ومعلميهم  وعناصر البيئة المختلفة التي يهيئها المعلم من أجل إكساب المعلومات  والمهارات والسلوك والاتجاهات التي ينبغي تحقيقها في فترة زمنية تعرف بالدرس، أي أن عملية التدريس تشمل عملية استخدام بيئة المتعلم وإحداث تغيير مقصود فيها وإعادة تنظيم عناصرها ومكوناتها بحيث تثير المتعلم، وتمكنه من الاستجابة والقيام بعمل أو أداء سلوك معين في ظروف معينة وزمن محدد لتحديد أهداف مقصودة ومحددة، لذا فعملية التدريس والتعلم تشمل أمرين هم ا: تطوير أداء المتعلمين، وتطوير إنتاجية عملية التعليم والتعلم.

وفي الآونة الأخيرة تردد على أسماع  المعلمين وغيرهم من العاملين في الأوساط التربوية مصطلح جديد يرتبط بالوسائل التعليمية، وهو مصطلح ((تكنولوجيا التعليم)) أو((تقنيات التعليم)).

فالمعلم الذي يتفاعل مع البيئة المدرسية مستخدما الأدوات أو الآلات التعليمية  لتطويع المواد التعليمية الموجودة في المدرسة والاستفادة منها في تعليم طلابه يقال أنه يستخدم ((تقنيات التعليم)) فماذا يعني هذا المصطلح الذي صار يتردد على مسامعنا بصورة مطورة على وجه التحديد؟

لقد أنتشر مصطلح تقنيات التعليم منذ نحو عقدين من الزمان أو أكثر قليلا،  واستخدم هذا المصطلح في أحيان كثيرة، ليحل محل مصطلحات الوسائل  التعليمية أو الوسائل السمعية البصرية أو الوسائل المعينة، إلى درجة أنة قد غلب على تفكير كثير من المعلمين والمشتغلين في مجال التربية والتعليم أن مصطلح التقنيات التعليمية ما هو إلا مرادف لمصطلح الوسائل التعليمية، وأن مصدر هذا المصطلح هو رغبة المربين في تطوير مصطلح الوسائل التعليمية أو الوسائل السمعية البصرية لتتماشى مع الوسائل التعليمية الحديثة،التي أمكن التوصل إليها نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي الناتج عن تطبيق المعارف العلمية المتقدمة، في مجال صناعة الأجهزة والمواد التعليمية خاصة في ميادين الكمبيوتر والإذاعة والتلفزيون، وأجهزة العرض المعتم والشفاف وأشرطة التسجيل وغير ذلك من المواد والأجهزة التعليمية الحديثة.

وقد يكون لإطلاق مصطلح تقنيات التعليم وانتشاره علاقة بالتطور الحادث في مجال العلوم التقنية إلا أن ذلك في واقع الأمر ليس السبب الحقيقي أو الأساسي لولاة مصطلح تقنيات التعليم وانتشاره في الأوساط التربوية ولذا سنناقش في هذا الفصل أولا مفهوم تقنيات التعليم لننطلق عقب ذلك إلى توضيح موقع الوسائل التعليمية من هذا المفهوم.

وفي واقع الأمر فأن إطلاق مصطلح تقنيات التعليم على الوسائل التعليمية أو السمعية البصرية أدى إضفاء الغموض على ذلك المفهوم وقد نتج هذا الغموض بسبب اقتصار هذا المصطلح على الوسائل التعليمية السمعية البصرية ذات الأجهزة الحديثة وقد تساءل بعضهم عن دور الوسائل التعليمية التقليدية واستخدمها بطريقة مبتكرة من اجل تحقيق نتائج تعليمية  واعدة عن طريق ذلك الاستخدام مما يبشر بنتائج قد تفوق في أثارها تلك الناتجة عن استخدام الوسائل الحديثة.

لقد أدت مثل هذه التساؤلات إلى إسراع المهتمين بهذا الميدان إلى التفكير في تشكيل فرق عمل ولجأن فنية متخصصة لتحديد مصطلح التقنيات التربوية بعامة وتقنيات التعليم لكونها جزءا من التقنيات التربوية بخاصة .

مصطلح تقنيات التعليم:
مصطلح تقنيات التعليم تعريب للمصطلح الأجنبي Instructional Technology وإذا ما رجعنا إلى المعاجم يتبين لنا أن لفظة تكنولوجيا تعني بشكل عام دراسة كيفية وضع المعرفة العلمية في إطار الاستخدام العملي الوقت والجهد فيما هو ضروري لمعيشة  الإنسان ورفاهيته.

وفي ضوء ذلك فأنه يمكن القول أن " التقنيات التعليميةلابد أن تشمل وضع الحقائق والنظريات العلمية في مجال تعلم الإنسان في مراحل نموه المختلفة وفرق ووسائل تعلمه في إطار الظروف الاجتماعية التي يعيش فيها في كل مرحلة من  تلك المراحل موضع التطبيق العملي وذلك من اجل حل  المشكلات التي تفوق تربية الإنسان وتعليمه بشكل متكامل  في كل مرحلة من مراحل نموه.

وبصورة أكثر إيجاز فأن تقنيات التعليم هي نظام مخطط لتطبيق  النظريات التربوية والنفسية بشكل يهدف إلى خدمة مجال  تصميم وتنفيذ المنظومة التعليمية Instructional System وتقنيات التعليم مكون من مكونات تقنيات التربية على اعتبار أن التعليم مكون من مكونات التربية أو جزء منها.



 
المصدر :منيديات الاسلام اليوم
  http://muntada.islamtoday.net/


نوال الخلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق