أنواعها ومهاراتها والداعم للغة العربية منها
(محركات البحث تنبش أعماق الانترنت)
أحمد عبدالقادر الخالد
تعتبر عمليات البحث وإنتاج الأبحاث ثاني أكبر النشاطات على شبكة الإنترنت بعد البريد الإلكتروني. وأضحت الإنترنت ضرورة من ضرورات الحياة اليومية. فمع التطور الهائل والسريع في مجال التكنولوجيا دخلت الإنترنت أغلب المنازل. وأصبح الجميع مغرمًا بها لما يجدونه من متعة وفائدة عند الإبحار في عالمها السحري. ولكن مستخدم الإنترنت ـ مهما بلغ درجات متقدمة من المعرفة الواسعة بمحتوياتها ـ سيبقى بحاجة ماسة إلى من يساعده في إيجاد ضالته بين ذلك الكم الهائل من المعلومات التي تبتلعها الإنترنت في أعماقها السحيقة، ألا وهي محركات البحث Search Engines التي تساعده في إيجاد كل ما يرغب في الحصول عليه عن طريق نبش تلك الأعماق ووضع محتوياتها المغمورة بين يديه، موفرة بذلك الوقت والجهد للوصول إلى المعلومة المناسبة ومجنبة إياه الوقوع في متاهات البحث.أنواع محركات البحث:تختلف محركات البحث في آلية عملها ومضمونها، وهو ما دعا إلى تصنيفها حسب آلية عملها والمحتوى الذي تقدمه للمستخدم (الباحث). وسآتي هنا على ذكر أهمها:محركات البحث الأجنبية Foreign Search Engines: والمقصود بكلمة (أجنبية) هنا، هي تلك المحركات التي يمكنها التعامل مع لغات إضافية غير اللغة الإنجليزية، كالفرنسية والإسبانية وغيرها. ومن هذه المحركات، محرك ألتافيستا Altavista، غوغل Google، ومحرك إكسايت Excite.محركات البحث المتخصصة Specialized Search Engines: يعتبر هذا النوع من محركات البحث ذا أهمية كبيرة خصوصًا على صعيد الأعمال والأبحاث، فهنالك العديد ممن يجرون أبحاثًا خاصة أو يبحثون في مسألة معينة في محركات البحث العامة، وغالبًا ما يتكلفون عناء البحث للوصول إلى ما يرمون إليه. غير أن الأمر أضحى أسهل بكثير مما كان عليه سابقًا بوجود مثل هذه المحركات المتخصصة. وأذكر هنا موقع شامل ومهم جدًا للباحثين على شبكة الإنترنت لما رأيت فيه من الفائدة الكبيرة، حيث يقدم محركات بحث اختصاصية رائعة في أداء عملها بشكل دقيق وهو:www.infinisource. com/search-engines.htmlمحركات البحث الذكية: Intelligent Agents يجمع هذا النوع بين محركات البحث العادية والمتخصصة وينفرد عنها بميزة مهمة جدًا وهي إمكانية تحميل برامج مخصصة لهذه المحركات الذكية على جهاز الكمبيوتر. ومن أهمها:نيوزروفر News Rover: يعمل هذا البرنامج بشكل تلقائي بعد عملية إعداده، حيث يقوم باستخراج المعلومات عن طريق المجموعات الإخبارية. ويعتبر محركًا مختصًا بعالم الأخبار الشيق بجميع تفرعاته.إنفوماغنيت Infomagnet: وهي من التطبيقات الذكية لمحركات البحث المتعلقة بالمجال الصناعي. ويسهل هذا البرنامج ترتيب وتصنيف نتائج البحث من خلال التقنية الذكية التي يتمتع بها.إنفوغيت Infogate: لعله أجمل هذه التطبيقات من ناحية سهولة الاستخدام وواجهة التطبيق الرائعة والمبسطة التي يمتاز بها، فضلاً عن سهولة تحميله على الكمبيوتر. ويمكنك من خلال هذا البرنامج الرائع أن تتعامل مع جميع المجالات من الأخبار والرياضة والمال والأعمال وغيرها من القنوات الأخرى.المهارات التقنية للبحث على شبكة الإنترنت:تحتاج عملية البحث على شبكة الإنترنت إلى اكتساب بعض المهارات التقنية، وصقل الأسلوب التقليدي المتبع في البحث، بغرض الوصول إلى المعلومات المطلوبة، حيث يدرك أغلب الباحثين أن عليهم استخدام كلمات رئيسية لإجراء بحوثهم، وأنه من غير الممكن استخدام عبارات كاملة لتعطي النتيجة المطلوبة بدقة عالية. ولكن هنالك تقنيات لعملية البحث على شبكة الإنترنت والتي تغيب عن معظم المستخدمين والتي تعطي نتائج أفضل وأدق نسبيًا:البحث بالمنطق الجبري أو البوليني Bolean: ويعتمد على استخدام عبارات معينة تعمل على تحديد نتائج البحث وعدم اتساع رقعتها في جلب معلومات غير مرغوب فيها. فإذا أردنا على سبيل المثال أن نبحث عن شخصية معينة، وليكن مانديلا، في وضع معين أو حالة معينة نستخدم المعادلة التالية: Mandela NOT Winne وهنا تأتي نتائج البحث بكل ما يخص مانديلا ما عدا تلك التي تخصه مع زوجته ويني.وإذا كنا نرغب في أن نحصل على نتائج تخص مانديلا في الصين نستخدم المعادلة التالية: AND China Madela وهكذا سينتج البحث عن كل ما يخص مانديلا بالإضافة إلى كل ما يتعلق به في الصين. ومن المهم جدًا هنا ملاحظة الحروف الكبيرة للروابط الجبرية AND وNOT.علاوة على ذلك، هنالك مهارات وتقنيات من نوع آخر تعطينا أيضًا دقة في نتائج البحث المطلوبة، وذلك بوضع علامة (+) لربط كلمتين معًا أو أكثر لنحصل على نتائج بحث أفضل. فمثلاً في أثناء بحثنا عن (الموقع العربي العملاق) يجب وضع إشارة (+) بين الكلمات، وستكون نتيجة البحث كل المواقع التي وردت بها كل من الكلمات (الموقع العربي العملاق). وأيضًا عند وضع كلمتين داخل أقواس التنصيص « » ففي هذه الحالة تكون نتيجة البحث هي المواقع التي وردت بها الكلمتان معًا فقط. ومن ناحية أخرى، يمكننا إضافة علامة (-) لاستبعاد كلمة ما من نطاق البحث، كأن نبحث في موضوع الأسماك ولكن نستبعد منه كلمة البحرية، وبالتالي ستكون نتائج البحث عن جميع أنواع الأسماك ما عدا البحرية منها.البحث باللغة العربية:على الرغم من دخولنا القرن الحادي والعشرين وانتشار رقعة الإنترنت بشكل واسع إلا أننا ما زلنا نعاني في وطننا العربي مشكلة توطين التقنيات، حيث إن معظم محتوى الإنترنت باللغة الإنجليزية، ولا تشكل اللغات الأخرى إلا جزءًا بسيطًا من ذلك المحتوى الغزير والوفير. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكن لهؤلاء الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية إجراء أبحاثهم على شبكة الإنترنت باللغة العربية؟ ولهذا عملت الكثير من الشركات على إيجاد محركات بحث تدعم اللغة العربية لإعطاء الفرصة لأكبر عدد من الناس للاستفادة من محتوى الإنترنت الهائل.وسنتطرق هنا لبعض محركات البحث التي تدعم اللغة العربية، وأهمها محرك غوغل الذي أعطى نتائج مذهلة عند اختبار دقته، بالإضافة إلى محرك أراب فيستا arabvista والذي تحول اسمه إلى البحار www.albahhar.com.وطورت شركة الحمادي أيضًا محرك بحث العالم العربي www.awse.com الذي تعتمد آلية البحث فيه على الدليل الرئيسي أو مربع البحث، حيث يحتوي هذا الدليل على إحدى وخمسين فئة رئيسية تحتوي بدورها على فئات فرعية بثلاثة مستويات، تتضمن جميع المواد والمواضيع، لتقدم بذلك المعلومة الشاملة والدقيقة في زمن قياسي للمستخدم العربي. ومن جهة أخرى تم تصنيف فئات الدليل جغرافيًا حسب الدول (عربية/غير عربية) وذلك لتحديد نطاق البحث.ومن محركات البحث التي تدعم اللغة العربية www.alltheweb.com، الذي يرفع شعار «كل الشبكة، طوال الوقت». حيث تمكن المعهد النرويجي للتكنولوجيا أخيرًا بعد عقد من الزمان أمضاه في الأبحاث، من الوصول إلى أفضل وأشمل محرك بحث على شبكة الإنترنت من وجهة نظر أغلب الباحثين. حيث يضم أكثر من 200 مليون عنوان URL في قاعدة بياناته.إضافة إلى ذلك ظهرت على الساحة خلال السنوات الأخيرة محركات بحث عربية طورتها شركات عربية ومنها محرك «نسيج» و«أين». ولا شك أن الموقع العربي العملاق «باب» www.bab.com يقدم أكبر دليل عربي توصيفي لمجموعة مواقع يصل عددها أكثر من 10000 موقع عربي وأجنبي، مصنفة بطريقة خاصة بحيث تغطي أغلب المجالات كالدينية والعلمية والثقافية والرياضية وغيرها. ويعمل محرك البحث استنادًا إلى جميع الكلمات الموجودة في توصيف المواقع، وهو ما يعطي دقة وخيارًا أشمل للبحث، فضلاً عن إمكانية إيجاد الموقع المطلوب عن طريق اسمه أو عن طريق عنوانه URL، حيث إن هذه الميزة لا نجدها في كثير من محركات البحث الأخرى
.رابط المقال: مجلة المعرفة
مع أطيب تحية
وفاء العشيوي